كيف يمكن تحقيق توازن صحي بين التكنولوجيا والعلاقات الأسرية لبناء تواصل صحي وتعزيز السعادة بين أفراد الأسرة، في هذا المقال سنكتشف أثر التكنولوجيا على العلاقات الأسرية وكيفية التحكم فيها
مقدمة:
نعيش في عصر تكنولوجي يتسارع بوتيرة سريعة أكثر من أي زمنٍ مضى، على الرغم من أن التكنولوجيا قد سهّلت تطوير التواصل في الأعمال والمهام، وسهّلت التواصل بين الأفراد والمؤسسات، وامتدت تأثيرات التكنولوجيا الحديثة ومنصات التواصل الإجتماعى إلى كل جانب من جوانب الحياة اليومية التى نعيشها، وباتت التكنولوجيا أداة لا يُستغنى عنها في جميع الجهات، ولكن أثر التكنولوجيا لم يقتصر على الأفراد فقط بل أثرت التكنولوجيا على العلاقات الأسرية.
في هذا المقال، سنكتشف أثر التكنولوجيا على العلاقات الأسرية ونقدم بعض الحلول للتحكم في هذا التأثير.
ما هو أثر التكنولوجيا على العلاقات الأسرية؟
لا شك أن مع بداية ظهور التكنولوجيا ومع تطورها الهائل و السريع أصبح العالم كغرفة صغيرة يتبادل فيها الأحاديث والأخبار والثقافات المختلفة، ولا يمكننا إنكار أهمية التكنولوجيا على الأفراد والمؤسسات، ولكن بالمقابل أثرت التكنولوجيا على العلاقات الأسرية، أدت إلى زيادة الانفصال وقطع أواصر الكثير من الأسر، إذ جعلت كل فرد من أفراد الأسرة يتعايش وينعزل مع نفسه ويفضل المكوث أمام الشاشات المحمولة والكمبيوتر الخاصة به لأوقات طويلة دون الإحساس بالوقت.
تتساءل الآن كيف أثرت التكنولوجيا على العلاقات الأسرية، تعرف على بعض الآثار السلبية التي أحدثتها التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعى ومنها:
زيادة الانفصال الحضوري:
على الرغم من أهمية التكنولوجيا إلا أن أثر التكنولوجيا على العلاقات الأسرية أدت إلى فقدان التواصل الحقيقي، وفقدان اللحظات الحقيقية والمحادثات القلبية على الأسرة، وجعلت كل فرد منعزل في عالمه الافتراضي الخاص به،لاعتمادهم على الهواتف الذكية للترفيه والتواصل بدلاً من التفاعل مع بعضهم البعض، مما يزيد من البعد العاطفي والاحساس ببعضهم.
إدمان التكنولوجيا:
أصبح إدمان التكنولوجيا حالة يُصاب بها جميع أفراد الأسرة، حيث كان أثر التكنولوجيا على العلاقات الأسرية الوصول إلى حالة من الاستمتاع والانشغال بأنفسهم وبتلك المنصات الافتراضية، ينجم هذا نتيجة لإدمان التكنولوجيا دون وضع حد، حيث يشعرون بالراحة والمتعة عند استخدامها، فيعيق هذا الإدمان قدرتهم على التركيز على واجباتهم الأسرية، فقد يجدون صعوبة في تحديد الأولويات وإهمال الواجبات المنزلية والاجتماعية.
التشتت وعدم التركيز:
كثرة الإشعارات والرسائل على الأجهزة الذكية تُشتت انتباه أفراد الأسرة وتُعيق تركيزهم عن الأنشطة الجماعية أو الواجبات الدراسية المطلوبة منهم، التشتت يؤثر سلبًا على جودة الوقت الذي يقضيه أفراد الأسرة معًا، حيث يمكن أن يفقدوا الفرصة للتواصل والتفاعل، يؤدي التشتت إلى تقليل مستوى الرضا والسعادة في الأسرة، إضافة لذلك في أثر التكنولوجيا على العلاقات الأسرية يصل بها إلى الإجهاد والضغط نتيجة التشتت الزائد.
المقارنة الزائدة:
أثر التكنولوجيا يؤدي إلى المقارنات الزائدة عند استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعى، حيث يبدأ الأشخاص بمقارنة حياتهم بحياة الأخرين الذين يظهرون صوراً مثالية وهم بالخارج أو في وقت السفر، أو تصوير مقتنياتهم المختلفة أو الثمينة، وسرعان ما يبدأ عند أغلب الناس الشعور بالنقص، وتزداد التساؤلات لماذا لست مثلهم؟ لماذا عائلتي ليست ثرية؟..إلخ، هذا جانب من جوانب أثر التكنولوجيا على العلاقات الأسرية.
بجانب كل هذه السلبيات هناك تلك السلبيات المميتة للصحة النفسية ومنها:
الإفراط في استخدام التكنولوجيا يؤدى إلى التأثير على الصحة النفسية للعلاقات الأسرية والأطفال بشكل مبالغ بها.
القلق:
يمكن أن يزيد الإفراط في استخدام التكنولوجيا إلى زيادة القلق، حيث يتعرض الفرد للمحتوى المنتشر السريع على مواقع التواصل الاجتماعي فيمكن أن يثير ذلك الشعور بالقلق والتوتر المبالغ به والذي يضر بالصحة النفسية للفرد.
النوم الغير صحي:
النوم عملية بيولوجية ضرورية لصحة الإنسان، حيث يُساعد الجسم على إصلاح نفسه وإعادة شحن طاقته تعتبر الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، لها تأثير سلبي على النوم. يُصاب بها الأفراد نتيجة لعدة عوامل، ومن بينها الاستخدام المفرط للتكنولوجيا، خاصةً في الساعات المتأخرة من الليل، يتسبب استخدام الأجهزة الرقمية قبل النوم في اختلال نمط النوم وتقليل مستوى الاسترخاء، وذلك بسبب الإشعاع الضوئي الأزرق الذي ينطلق من هذه الشاشات، أثبتت الدراسات أن هذا الإشعاع يساهم في تثبيط إفراز هرمون الميلاتونين، الذي يلعب دورًا مهماً في تنظيم دورة النوم وتحسين الاسترخاء.
الاكتئاب:
الهدف من وسائل التواصل الاجتماعي هو التواصل، لكن الاستخدام المفرط لها قد يُسبب آثارًا سلبية على الصحة النفسية للأفراد، عند مشاهدة منشورات الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي، قد يُصاب بعض المستخدمين بمشاعر سلبية مثل الإحباط والرغبة في محاكاة “الحياة المثالية” التي يراها، هذه المقارنة المستمرة مع الآخرين تُسبب شعورًا بالضغط النفسي وتَزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.
كيفية التحكم في أثر التكنولوجيا على العلاقات الأسرية؟
بعد أن أوضحنا أثر التكنولوجيا على العلاقات الأسرية والآثار السلبية على الصحة النفسية وفهم الترابط بين التكنولوجيا والعلاقات الأسرية، الآن يأتي دور الحلول والاستراتيجيات المطلوبة للتحكم في أثر التكنولوجيا على العلاقات الأسرية والتغلب عليها.
كيفية التحكم في أثر التكنولوجيا على العلاقات الأسرية يعد تحدياً كبيراً على الأفراد في عصرنا هذا، يجب علينا أن ندرك أن التكنولوجيا ليست عدواً للعلاقات الأسرية، بل يمكن أن تساعد في تحسينها إذا تم استخدامه بشكل ذكي ومتوازن.
وحتى تستطيع التحكم في التكنولوجيا وإدارتها إليك خطوات لضمان خلق التوازن و تحسين التواصل:
اختيار وسائل التواصل المناسبة:
يجب على أفراد الأسرة النظر بعناية فيما يتناسب مع احتياجاتهم ويعزز التفاعل الإيجابي، يمكن أن تشمل هذه الوسائل العديد من التطبيقات والمنصات التي تعمل على تحسين العلاقات الأسرية وتسهم في تحقيق أهدافها، على سبيل المثال، يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي لتعزيز التواصل بين أفراد الأسرة، حيث يمكنهم مشاركة اللحظات المميزة والأخبار اليومية، بالاضافة لذلك، يمكن استخدام تطبيقات تنظيم الوقت والأنشطة كأدوات فعّالة لتنظيم الحياة اليومية، يساعد استخدام هذه التطبيقات في تحديد الأوقات المخصصة للأنشطة الفردية والجماعية وتحديد الوقت المستغرق على تلك المنصات، مما يضمن تحقيق توازن صحي.
قضاء وقت مع العائلة:
تخصيص وقت خاص للعائلة خالٍ من التكنولوجيا يُعد أمرًا حيويًا لبناء روابط قوية وتحسين جودة العلاقات الأسرية، يفضل الابتعاد عن الهواتف الذكية والانعزال عن المواقع الافتراضية لقضاء وقت ذو جودة مع العائلة، تلك اللحظات بدون تكنولوجيا تمكّن الأسرة من الاستمتاع بأنشطة ترفيهية كالنزهات في الهواء الطلق أو اللعب معًا، مما يسهم في تحسين الروح المرحة والانسجام داخل الأسرة.
منع استخدام الأجهزة الإلكترونية في غرفة النوم:
لضمان جودة النوم واسترخاء العقل والجسم، يجب بشكل كبير منع استخدام الأجهزة الإلكترونية في غرفة النوم.
حيث تشير الأبحاث العلمية إلى أن استخدام الهواتف الذكية التي تحتوي على شاشات ساطعة يمكن أن يسبب اضطرابات في النوم وأنها تؤثر على جودة الراحة بشكل عام، من الأفضل لنا إنشاء بيئة هادئة وخالية من التشويش في غرفة النوم حتى نتمكن من الاسترخاء والاستعداد للنوم بدون أي تشويش من الأجهزة الإلكترونية.
إذا بتواجهكم هذه المشكلة في حياتكم الزوجية يمكنكم التواصل معنا في منصة وارفة للإستشارات وحجز إستشارة مع متخصص يقدر يساعدكم في حل هذه المشكلة وإستعادة بريق حياتكم من جديد.
تصفح مستشارينا وإختار المستشار اللي يناسبك من هنا