طريقة التعامل مع الطفل العنيف

٢٤ ديسمبر ٢٠٢٣
طريقة التعامل مع الطفل العنيف

عندما يلجأ الأطفال والمراهقون إلى استخدام العنف لتحقيق ما يرغبون فيه، سواءً كان ذلك بضرب أحد الوالدين أو الأشقاء، أو من خلال أي تصرف عدواني آخر، فإن هذا غالباً ما يكون نتيجة لموقف رفض فيه أحد الوالدين مطالبهم أو قام بفرض قواعد أو إجراءات يجدونها صعبة.

في هذه الحالات، يغمر الطفل شعوره بالإحباط والغضب ويجد نفسه غالبًا في مأزق لا يعرف كيفية التعامل معه إلا من خلال استخدام العنف.

قد أثبتت إحدى الدراسات التي أجريت في عام 2012 أن نوبات الغضب تعتبر واحدة من أكثر المشكلات النفسية المنتشرة بين الأطفال، ومن المهم أن يتلقى الأهل المشورة من خبراء نفسيين لفهم كيفية التعامل مع أطفالهم وإدارة نوبات الغضب لديهم، وذلك دون اللجوء إلى أي تدخلات خارجية.

أسباب الطفل العنيف؟

عادةً ما ينبع العنف عند الأطفال من تجربتهم لمشاعر خيبة الأمل والإحباط والغضب، وهم يلجؤون إلى استخدام العنف كوسيلة للتعامل مع هذه المشاعر المرهقة لأنهم يعتبرونها وسيلة فعّالة للوصول إلى ما يرغبون به، وتمنحهم السيطرة والسلطة في البيئة المنزلية.

من أسباب الطفل العنيف أيضا هو عندما يواجه الطفل العبارة "لا" ويشعر بعدم التمكن والإحباط، يميل إلى اللجوء إلى العنف كوسيلة لإزالة هذه المشاعر السلبية.

قد يلجأ إلى الضرب ليخفف من حدة الموقف أو تجنب الردع، وقد يتسبب الخوف أيضًا في تفاقم تصرفاته، يستجيب الوالدين غالبًا لهذا التصرف العنيف بسبب التجاوب مع مطالبه، مما يشعره بالسيطرة والتحكم في الوضع على الرغم من صغر سنه.

التعامل مع هذه الظاهرة يتطلب فهمًا عميقًا لدوافع الطفل العنيف وكيفية التعامل معه وفهم والمشاعر التي يواجهها، وتقديم الإرشاد والتوجيه بشكل إيجابي لتعليمه وسائل تعبير أخرى وأكثر إيجابية عن مشاعره واحتياجاته.

طريقة التعامل مع الطفل العنيف:

التفكير في تنظيم جدول أعمال يومي منظم وفقًا لاحتياجاتك واحتياجات طفلك يمكن أن يكون خطوة جيده تجاه الطفل العنيف وكيفية التعامل معه، يمكن أن يكون الروتين اليومي وسيلة لتحقيق الاستقرار والراحة لدى الأطفال.

هناك طريقة للتعامل مع الطفل العنيف تتمثل في مشاركة طفلك في تحديد الجدول واتخاذ القرارات، يمكنك مناقشة معه أوقات الأنشطة المختلفة وتحديد الأنشطة التي يستمتع بها وتساعده على التحلي بالهدوء، إذا كان لديك عادات مفاجئة تؤثر على طفلك، يمكن أن تحاول تخطيطها مسبقًا ومشاركته في العملية.

إذا كنت من الأشخاص الذين يتصرفون بشكل مفاجئ، يمكنك توضيح ذلك لطفلك وجعله مستعدًا للتغييرات المفاجئة، هذه خطوة مهمة في طريقة التعامل مع الطفل العنيف لأنها تعمل على تقليل الانزعاج والارتباك لديه، مما يقلل من احتمال تجنبه للعنف كوسيلة للتعبير عن عدم الراحة، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تعزز من شعوره بالتحكم من خلال السماح له بالمشاركة في وضع بعض القواعد والجدول اليومي في المنزل، مما يساعده في الشعور بالمشاركة والسيطرة.

عواقب سلوك الطفل العنيف:

من عادات الطفل العنيف وكيفية التعامل معه هو عندما يتصرف الأطفال بطرق عنيفة أو غير لائقة، يجب أن نضع قواعد لمحاسبتهم على تصرفاتهم، يُعتبر تحميل الطفل مسؤولية أفعاله جزءًا أساسيًا من تعزيز السلوك الإيجابي.

يجب أن يكون لديهم وعي بأن هناك عواقب لتصرفاتهم، ولكن يجب أن يكون لدينا نهج تعليمي في تطبيق هذه العواقب.

هناك أهمية في توجيه انتباه الطفل العنيف وكيفية التعامل معه إلى تحسين سلوكه في المستقبل، يجب علينا أن نساعده على التفكير في طرق مختلفة للتصرف في المواقف المشابهة في المستقبل، مما يعزز من تطوير مهارات التفاعل الإيجابي والتحكم في تصرفاته.

تعرف على الطفل العنيف وكيفية التعامل معه:

استكشاف الغضب مع طفلك يمثل خطوة مهمة لفهم سبب حدوث نوبات العنف والتعامل معها بشكل فعّال، حاول تحديد أوقات ومواقف تنشأ فيها نوبات العنف ومعرفة الأسباب وراءها، بالتعاون مع طفلك يمكنك تطوير أدوات لفهم هذا السلوك والتعامل معه ومعرفة طريقة التعامل مع الطفل العنيف.

إذا كان الطفل يظهر سلوك العنف في المدرسة، تأكد من مشاركة المعلمين في هذا الأمر، فهمهم للوضع يمكنهم من تقديم الدعم والأفكار لك حول السلوك خارج البيت لأنهم على علم كافِ بصفات الطفل العنيف بسبب تكرار التعامل معه.

مثال آخر عن الطفل العنيف وكيفية التعامل معه، إذا كانت صفات الطفل العنيف في الصباح قبل المدرسة، قم بتغيير الروتين الصباحي، قسّم المهام إلى خطوات صغيرة وحدد وقتًا لكل منها.

قم بتوثيق أوقات وسياقات ظهور صفات الطفل العنيف سلوك العنف لديه، هذا يمكن أن يساعدك في فهم أفضل طريقة التعامل مع الطفل العنيف، ويمكنك من اتخاذ إجراءات تفادي لتقليل نوبات الغضب في المستقبل.

درب طفلك على التحكم في مشاعره وإدارة غضبه:

قم بتدريب طفلك على كيفية إدارة مشاعره والتحكم في غضبه بطرق فعّالة. قدم له أدوات للتعبير عن مشاعره بشكل صحيح وبنّاء، مثل التحدث عما يشعر به بدلاً من تجميع الغضب. 

علمه تقنيات التنفس العميق والاسترخاء التي يمكن أن تساعده في تهدئة نفسه عندما يشعر بالغضب، وحثه على تحديد ما يثير شعور الغضب لديه وتفهم كيفية تفادي هذه المواقف أو التعامل معها بشكل أفضل.

ضع نموذجًا إيجابيًا من خلال تظهير له كيفية التحكم في مشاعرك والتعبير عنها بشكل بنّاء، قدم له الدعم والتشجيع على محاولة هذه الأساليب والممارسة المستمرة حتى تصبح عادة لديه في التعامل مع المشاعر والغضب.

مقالات ذات صلة

Blog image
إستشارات نفسية
استشارات أسرية
جلسات كوتش لإختيار شريك الحياة
مشاكلك الأسرية لا تنتهي، هنا الحل
Blog image
إستشارات نفسية
لو أنت مفقود في حياتك
Blog image
إستشارات نفسية
استشارات أسرية
استشارات نفسية
استشارات مهنية
وارفة للاستشارات الأسرية والمهنية
Blog image
استشارات أسرية
استشارات نفسية
استشارات مهنية
كيفية تحقيق التوازن بين الحياة العملية والحياة الأسرية
Blog image
استشارات أسرية
جلسات كوتش زواجي
كيفية تحقيق السعادة الأسرية وتعزيز التواصل بين افراد الاسرة
Blog image
استشارات أسرية
جلسات كوتش زواجي
كيفية التحكم في الغضب والتعامل البناء مع التوترات الأسرية
Blog image
استشارات أسرية
اساليب بناء العلاقات بين أفراد الأسرة
Blog image
استشارات أسرية
جلسات كوتش زواجي
كيفية تقوية الثقة بين الزوجين
Blog image
إستشارات نفسية
لماذا نفقد الشغف؟
Blog image
استشارات أسرية
اسباب كثرة المشاكل الأسرية وكيفية حلها

التعليقات

لا يوجد أي تعليقات حتى الآن
الشعار
الصفحات
تواصل معنا
جميع الحقوق محفوظة © وارفة 2024

تم إنشاء وتطوير هذا الموقع بواسطة شركة طموح